الشبهة : أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -توفى و لم يوص
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
الذي لارب لي سواه ولا آله لي غيره
وصلى اللهم على سيدنا وحبيب قلوبنا الصادق الهادي الناصح المرشد الامين
وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب :
إن هذا القول مرفوض بالبداهة ، لأن الإسلام الذي أولى عنايته بكل صغيرة وكبيرة ، ولم يترك شيئاً إلا ووضع له حكماً في الكتاب والسنة ، حتى عن كيفية الأكل والشرب والنوم ، وكتابة الوصية الشخصية ووضعها تحت الرأس عند النوم ، وتأمير شخص إذا خرج جماعة في سفر ، يستحب تأمير أحدهم عليهم ، وغيرها من المستحبات – فضلاً عن الواجبات – فكيف يعقل أن يترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو يهمل مسألة هي من أكبر المسائل الإسلامية المصيرية في حياة الأمة ؟ كيف يعقل أن يترك الأمة من دون أن يوصي وهو يعلم بما سيحدث من انقلابات ونزاعات وصراعات قال تعالى : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين ) آل عمران/144 ، فكيف يترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأمة تنازعها الأهواء والأطماع مع علمه صلى الله عليه وآله وسلم بأن الكثير منهم حديث العهد بالإسلام ، ولم يدخل الإيمان في قلوبهم بعد ؟ ألم يفكر بمستقبل الرسالة التي ضحى هو وأهل بيته وأصحابه من أجلها وعلى مدى ثلاثة وعشرين عاماً ؟
إذن لابدّ وأن يكون قد أوصى صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا هو الذي تؤيده النصوص من الكتاب والسنة القطعية المتواترة لدى الفريقين .
_________________________